السجون السورية: مسرح للجريمة ومسؤولية الحفاظ على الأدلة

السجون السورية: مسرح للجريمة ومسؤولية الحفاظ على الأدلة

تعد السجون في سوريا، مواقع شهدت أبشع الجرائم بحق عشرات الآلاف من السوريين. فقد تحولت هذه السجون إلى أماكن للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري، مما يجعلها شاهداً حياً على الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها النظام بحق المدنيين.

السجون كمسرح للجريمة

كل زاوية أو جدار في هذه السجون يحمل آثار تلك الجرائم، ويشكل دليلاً مادياً مهماً في سياق محاسبة المسؤولين عنها. فالجدران التي شهدت صرخات المعتقلين، والحجارة التي لامست أجسادهم المعذبة، تمثل شواهد صامتة على معاناة آلاف الضحايا. إن أي تغيير أو تحوير في هذه المواقع يُعتبر جريمة جديدة تهدف إلى طمس الأدلة، وإخفاء معالم الجرائم التي ارتُكبت.

أهمية حماية السجون من العبث

الحفاظ على هذه السجون كما هي دون تغيير أو تخريب، يُعتبر واجباً إنسانياً وقانونياً. فالعبث بمعالم هذه السجون، سواء من خلال الترميم غير المبرر أو الإزالة الكاملة، يشكل تهديداً مباشراً لملف العدالة والمساءلة. هذه الأدلة المادية تلعب دوراً جوهرياً في كشف الحقيقة وتحقيق العدالة للضحايا وذويهم، فضلاً عن أنها تسهم في توثيق السردية السورية المتعلقة بمرحلة مؤلمة من تاريخ البلاد.

دور المجتمع في حماية الأدلة

إن مسؤولية حماية هذه السجون لا تقع فقط على عاتق المنظمات الحقوقية والقانونية، بل هي واجب جماعي. يجب على الجميع، أفراداً وجماعات، الإبلاغ عن أي محاولات تهدف إلى تخريب هذه المواقع أو طمس معالمها للجهات المختصة. كما أن التوعية المجتمعية حول أهمية هذه السجون كمواقع تحمل أدلة على الجرائم، تُعد خطوة ضرورية لدعم جهود المحاسبة.

تحقيق العدالة وضمان عدم الإفلات من العقاب

الحفاظ على السجون كمواقع جريمة يساعد في تعزيز جهود تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين. هذه الخطوة ليست فقط ضرورية لإنصاف الضحايا، ولكنها أيضاً تعزز الأمل في بناء مستقبل يعمه العدل والسلام في سوريا. فالعدالة لا تتحقق دون مواجهة الماضي وحفظ الأدلة التي تُدين منتهكي حقوق الإنسان.

السجون السورية ليست مجرد مبانٍ، بل هي شواهد على جرائم فظيعة ارتُكبت بحق الشعب السوري. الحفاظ عليها كما هي يمثل واجباً إنسانياً وأخلاقياً يضمن عدم طمس الحقيقة، ويسهم في تحقيق العدالة والمساءلة. في ظل هذه الظروف، تقع على الجميع مسؤولية التصدي لأي محاولات لتغيير هذه المواقع، وضمان بقائها شاهدة على تلك الجرائم حتى ينال المجرمون جزاءهم.

#تجمع_شباب_الثورة_في_المانيا

أسامة الشامي .

#سوريا

#دمشق

lawcare_firm#

Ali_Badran#