بيان سياسي: أبناء سوريا يناشدون لحفظ الأرواح وحقن الدماء
بيان سياسي: أبناء سوريا يناشدون لحفظ الأرواح وحقن الدماء.
بيان سياسي: أبناء سوريا يناشدون لحفظ الأرواح وحقن الدماء
نحن أبناء سوريا: رجال أعمال، سياسيون، تجار، ممثلون، وممثلون عن جميع أطياف الشعب السوري، نؤكد أننا أبناء هذا الوطن بكل أطيافه وأديانه وأحزابه. اخترنا البقاء والعمل في بلدنا الغالي تحت ظل النظام السابق، ليس بدافع الولاء الكامل أو الإيمان العميق، بل لأنه لم يكن أمامنا خيار آخر.
نعم، عملنا في ظل النظام القمعي. نعم، كنا نظهر في العلن بمظهر المؤيدين. نعم، ظهرنا على شاشات التلفزة وقلنا “نعم” ودافعنا. لكن هل كان لأحد أن يرفع صوته؟ هل كان هناك من يستطيع الاعتراض علنًا؟ هل كان بوسع أي شخص أن يقف في وجه نظام قمعي يُكمم الأفواه ويُهدد الأرواح؟
لقد عانينا كالجميع من الخوف من الموت والقذائف، ومن الغلاء المعيشي الذي أثقل كاهلنا، ومن انقطاع الكهرباء الذي جعل الحياة شبه مستحيلة. كنا نملك المال، لكن حتى المال كان يُدفع لضمان بقائنا وأمان عوائلنا. لم نكن تجار دم، ولم نقبل بالقتل أو الظلم. ومع ذلك، دفعنا ثمنًا باهظًا للصمت، فكم من ضابط ومخبر ورئيس فرع تم دفع الأموال له لتجنب الظلم أو للحفاظ على حياتنا وأرواح أحبائنا؟
واليوم، نجد أنفسنا أمام حالة جديدة من الانقسام، حيث بدأ الناس ينقسمون مجددًا بين مؤيدين للفصائل ومعارضين لها، تمامًا كما كان الحال وقت النظام السابق. فهل نريد أن تعود تلك الحياة البائسة؟ هل نريد أن ننجر إلى حرب أهلية أخرى؟
من هذا المنطلق، نوجه نداءً واضحًا وصريحًا إلى القيادة الجديدة والمجتمع الدولي وكل من يحمل مسؤولية هذا الوطن، ونطالب بما يلي:
1. إيقاف إطلاق الإشاعات والملاحقات ضد الأشخاص الذين عملوا في ظل النظام القمعي:
• يجب التوقف عن نشر الإشاعات أو الملاحقات بحق الأشخاص الذين عاشوا تحت ظل النظام السابق واضطروا للعمل فيه تحت الإكراه، حيث أن معظمهم كانوا ضحايا للقمع والضغط.
2. محاسبة جميع من تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري:
• نطالب بمحاكمة عادلة لكل من تورط بشكل مباشر أو غير مباشر في سفك دماء السوريين، مع ضمان أن تكون المحاسبة عادلة ومنصفة، تستند إلى الأدلة والوقائع.
3. حماية الأرواح والممتلكات:
• نحمل القيادة الجديدة والمجتمع الدولي مسؤولية ضمان حماية جميع المواطنين السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم أو مواقفهم السابقة، وحماية ممتلكاتهم من أي تعديات أو انتهاكات.
4. إرساء العدالة الانتقالية:
• نطالب بإنشاء لجنة وطنية مستقلة لمتابعة ملف المحاسبة، تضمن عدم استهداف الأبرياء الذين عاشوا تحت القمع والإكراه، وتُركز على محاسبة المسؤولين المباشرين عن الجرائم بحق الشعب السوري.
5. إطلاق مبادرات المصالحة الوطنية:
• نطالب بمبادرات حقيقية وشاملة للمصالحة الوطنية، تهدف إلى توحيد السوريين، وطي صفحة الماضي الأليم، وخلق مناخ جديد من التعايش والتفاهم.
6. ضمان العودة الآمنة للنازحين واللاجئين:
• يجب وضع خطة واضحة وآمنة لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وتعويضهم عن أي خسائر تعرضوا لها خلال الحرب.
7. دعم إعادة الإعمار:
• نطالب بتوجيه الجهود الوطنية والدولية نحو إعادة إعمار سوريا، وبناء بنية تحتية حديثة تخدم جميع المواطنين، مع ضمان أن تكون هذه الجهود خالية من الفساد والمحسوبيات.
8. إعادة بناء المؤسسات الوطنية:
• نؤكد على أهمية إعادة بناء المؤسسات الوطنية بشكل يحمي حقوق جميع المواطنين، ويضمن الشفافية والنزاهة، بعيدًا عن الهيمنة أو التمييز.
9. ضمان مستقبل أفضل لأطفال سوريا:
• ندعو إلى وضع خطط لحماية الأطفال من آثار الحرب، وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية، ليكونوا جيلًا قادرًا على المساهمة في بناء سوريا المستقبل.
10. التأكيد على وحدة سوريا:
• نرفض أي محاولة لتقسيم سوريا أو تفتيت مجتمعها، ونؤكد على ضرورة العمل من أجل الحفاظ على وحدتها أرضًا وشعبًا.
نؤكد أن الوقت قد حان لطي صفحة الدماء والألم، والعمل يدًا بيد لبناء سوريا التي نحلم بها جميعًا: دولة حرة، آمنة، ومستقرة، تسودها العدالة والمساواة.
عاشت سوريا حرة أبية.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك في سرية تامة